فى بداية ثورة يناير وخلال الـ18 يوما الأولى منها كان يرغب العديد من سكان ميدان التحرير التخلص من مساكنهم وعقاراتهم خوفا من تدهور الأوضاع عقب الثورة، إلا أنه سرعان ما تبدلت الأوضاع وأصبح الذى يمتلك عقارا فى هذه المنطقة كأنه يمتلك كنزا، كما يقول مجدى محمد، أحد مالكى العقارات المطلة على ميدان التحرير، (سكان المنطقة قرروا استثمار هذه الفرص من خلال إيجار الغرف والشرفات المطلة على التحرير مباشرة للصحفيين والقنوات التليفزيونية).

وبحسب أحد العاملين بمجموعة قنوات الحياة، وائل عبدالمنعم، فإنه فى بداية الثورة كان إيجار الشرفة المطلة على ميدان التحرير، يصل إلى 2000 جنيها فى اليوم، ولكن مع استمرار المظاهرات طوال الفترة الماضية، قرر الملاك رفع أسعار الإيجار، خصوصا أنهم يعلمون أن القنوات الفضائية ليس أمامها بديل غير هذه الشقق، ليرتفع إيجار الشرفة إلى ما يتراوح ما بين 5 آلاف جنيه و6 آلاف جنيه يوميا.

(بعض ملاك شقق التحرير يحددون أسعار الإيجار حسب موقع الشرفة)، بحسب عبدالمنعم، مشيرا إلى إقبال العديد من القنوات الفضائية على شقق بعينها كونها تعد كاشفة لميدان التحرير بالكامل، وهذا جعل ملاك تلك الشقق يدركون أن شققهم تعد فى مكان متميز مما دفعهم للمطالبة بأسعار تصل إلى 10 آلاف جنيه. (وعند ذهاب القنوات الفضائية لاستئجار شقة، يقوم المالك بتحديد الإيجار بناء على جنسية القناة)، وفقا لعبدالمنعم، مشيرا إلى ان الملاك يطالبون القنوات الفضائية الأجنبية الدفع بالدولار، حيث يتراوح سعر إيجار الشقق لهذه القنوات ما بين 1000 و2000 دولار فى اليوم.

ومن كثرة الطلب على الشرفات ذات المواقع المتميزة، يقوم بعض الملاك بتأجير شرفة واحدة لعدد من القنوات فى اليوم لتحقيق اكبر قدر من المكاسب، بحسب عبدالمنعم، فالملاك يؤجرون الشرفة إلى قناتين فضائيتين فى نفس الوقت بقيمة 10 آلاف جنيه يوميا، وإذا زاد عدد القنوات على هذه الشقة يصل مكسب هذه الشرفة إلى 20 ألف جنيه فى اليوم، (مما دفع العديد من الشركات السياحة التى تملك مقرا مطلا على ميدان التحرير بتأجير المقر للقنوات الفضائية لتحقيق مكاسب، خصوصا أن نشاط هذه الشركات متوقف، لتوقف حركة السياحة الآن)، تبعا لعبدالمنعم.

(ولم يقتصر الأمر على ملاك شقق التحرير فقط، فقد أصبحت بعض الوكالات الإخبارية الأجنبية تتحكم فى الأمر)، وفقا لعبدالمنعم، مشيرا إلى أن الوكالات تقوم بإيجار بعض الشقق المطلة على الميدان مباشرة، للقنوات الفضائية مقابل مبلغ ما بين 5 و10 آلاف دولار وكلما تضاعفت أهمية الحدث زادت قيمة الإيجار.

(المتضررون الوحيدون من هذه المظاهرات والأحداث هم سكان شارع محمد محمود وشارع منصور وشارع مجلس الوزراء)، كما يقول ربيع حسن، بواب فى إحدى العقارات بالميدان ويعمل كسمسار، مشيرا إلى أن سكان هذه الشوارع قرروا بيع عقاراتهم مع اندلاع الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

إلا أن بعض ملاك الشقق فى هذه الشوارع قرروا استغلال هذه الفرصة وتأجير شققهم إلى القنوات بأسعار تصل إلى 10 آلاف جنيه فى اليوم، بحسب حسن، مشيرا إلى أن بعض القنوات قامت بإيجار شقة خاصة فى ميدان التحرير للبث المباشر، (حيث قامت قناة مثل cbc باستئجار شقة لمدة عامين بقيمة 20 ألف جنيه شهريا)، تبعا لحسن.

(العديد من القنوات فضلت استئجار شقق لمدد طويلة، بدلا من استئجار الشقق باليوم)، وفقا لعبدالمنعم، مشيرا إلى أن القنوات الفضائية رأت أن إيجار شقة لمد عام وأكثر سيوفر لها الكثير من الأموال، (ومع انتهاء الأحداث والمظاهرات تقوم القناة بتحويل الشقة إلى استوديو لبث برامجها من ميدان التحرير)، كما يقول عبدالمنعم.

نقلا عن جريدة الشروق